رغم المخاطر.. مهاجر سوداني يسبح في البحر للحاق بعبّارة متجهة إلى بريطانيا

رغم المخاطر.. مهاجر سوداني يسبح في البحر للحاق بعبّارة متجهة إلى بريطانيا
محاولة هجرة عبر البحر - أرشيف

نُقل مواطن سوداني إلى المستشفى بعد إصابته بانخفاض حاد في درجة حرارة جسمه، إثر محاولته السباحة إلى عبّارة متجهة إلى المملكة المتحدة في مياه بلغت حرارتها 6 درجات مئوية.

في صباح الثلاثاء 25 فبراير الجاري، قفز الشاب، الذي يُقدر عمره في الثلاثينيات، إلى المياه في ميناء ويسترهام شمال غرب فرنسا، محاولًا السباحة إلى مكان رسو العبّارات، وفق موقع "مهاجر نيوز". 

لكن بعد قضاء عشرات الدقائق في المياه الباردة، انهار عند وصوله إلى رصيف الميناء، حيث عثرت عليه قوات الأمن وهو في حالة صحية حرجة، ونُقل إلى المستشفى في مدينة كان، وقد انخفضت درجة حرارة جسمه إلى 34 درجة مئوية.

مخيمات المهاجرين وأحلام العبور

تعكس هذه الواقعة حالة اليأس المتزايد بين المهاجرين الساعين للوصول إلى بريطانيا، فعلى مدار سنوات، أقام عشرات السودانيين وغيرهم من المهاجرين مخيمات غير رسمية في ويسترهام، حيث يحاولون التسلل إلى الشاحنات المتجهة إلى العبارات التي تعبر إلى مدينة بورتسموث البريطانية.

وبسبب التشديد الأمني في موانئ مثل كاليه، أصبحت ويسترهام بديلاً لمئات المهاجرين الذين لا يملكون المال لدفع أتعاب المهربين لعبور القنال الإنجليزي في قوارب مطاطية، مما يدفعهم للجوء إلى مخاطرات أكثر تعقيدًا وخطورة.

أمل محفوف بالمخاطر

على الرغم من تراجع عمليات التسلل إلى الشاحنات مقارنة برحلات القوارب، فإنها لا تزال خيارًا لبعض المهاجرين، رغم المخاطر القاتلة مثل الاختناق أو السقوط من المركبات.

في فبراير 2024، لقي مواطن إريتري مصرعه بعد أن صدمته شاحنة على طريق سريع قرب كاليه، كما عُثر في يناير 2024 على جثة مهاجر داخل شاحنة، يُعتقد أنه تعرض للطعن بقضبان معدنية أثناء تحركها.

وأوضح أحد حراس الأمن في مواقف شاحنات كاليه أن بعض المهاجرين يختبئون بجوار العجلات، لكنهم ينزلقون غالبًا، مما يؤدي إلى سحقهم تحت المركبات.

حلم العبور لا يزال قائمًا

رغم هذه المخاطر، يظل المهاجرون عازمين على إيجاد أي وسيلة لعبور القنال، حيث قال محمد، وهو سوداني يعيش في كاليه: "لا أملك المال، ولن أجرب القوارب الصغيرة، فركوب الشاحنات هو خياري الوحيد".

وعلى الرغم من استمرار إجراءات التشديد الأمني، تبقى محاولات العبور شبه يومية، مما يعكس عمق معاناة المهاجرين ورغبتهم في تحقيق حلمهم، حتى ولو كان ذلك على حافة الموت.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية